عمال الإنعاش الوطني: ضحايا الاستغلال والهشاشة بين الإهمال والمعاناة المستمرة

عمال الإنعاش الوطني: ضحايا الاستغلال والهشاشة بين الإهمال والمعاناة المستمرة
تحرير ومتابعة/سيداتي بيدا
تشكل فئة عمال الإنعاش الوطني في بلادنا حالة اجتماعية واقتصادية مقلقة، إذ هي فئة هشة تعيش بين ظلال التهميش والاستغلال، رغم الجهود اليومية التي يبذلونها في تنظيف وصيانة الأحياء والشوارع، وهم بذلك يساهمون بجهود جبارة في النظافة العامة للمجتمع.
تظل أجورهم زهيدة للغاية، لا تساعدهم على توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأسرهم، حيث لا تغني هذه الأجور “ولا تسمن من جوع”، بحسب وصفهم، خصوصاً مع غياب التغطية الصحية والتأمينات الاجتماعية التي تحميهم وأسرهم من المخاطر الحياتية والأمراض.
تعاني هذه الفئة أيضًا من الاستغلال السياسي، إذ يتحول هؤلاء العمال إلى أدوات في الحملات الانتخابية، حيث يستغلهم بعض المنتخبين لمد جسور الدعم الشعبي على حسابهم هم، من دون أن تحل مشاكلهم المطلبية الحقيقية، ويُوعدون في أبعد الأحوال بتحسينات لا ترى النور.
الأمر الأسوأ يظهر عند وفاة عامل الإنعاش الوطني وهو المعيل الوحيد لعائلته، إذ لا يحصل ورثته على أية تعويضات أو حقوق، وتدفن أجرته معه، مما يعمق معاناة الأسرة ويوصلها إلى حافة الفقر المدقع. هذا الواقع المأساوي يكرس دورة الاستغلال والفقر التي تمر بها هذه الفئة.
أعمال عامل الإنعاش الوطني لا تتوقف عند تنظيف الشوارع فقط، بل تمتد لسقي الساحات، حفر الآبار، وتحمل مهام متعددة لخدمات خاصة لبعض الإدارات والمسؤولين، دون تعويض مادي أو معنوي، مما يزيد من إرهاقهم ويضعهم تحت ضغط نفسي وجسدي مستمر.
عمال الإنعاش الوطني هم الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع، يعيشون في ظروف قاسية من الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، ويتعرضون للاستغلال السياسي والاجتماعي، في حين تظل حقوقهم غائبة عن دائرة الاهتمام.
من هنا، تبرز الحاجة الملحة إلى:
– تحسين أجورهم بما يعكس حجم العمل وخطورته.
– توفير التغطية الصحية والتأمينات الاجتماعية لهم ولذويهم.
– حماية حقوقهم خاصة في حالة الوفاة لضمان حياة كريمة لأسرهم.
– وضع حد للاستغلال السياسي وحملاتهم الانتخابية التي لا تقدم لهم شيئاً سوى وعودٍ جوفاء.
– الاعتراف الرسمي بدورهم الحيوي في المجتمع والعمل على تحسين ظروف عملهم بشكل جدي.
إن دعم هذه الفئة ليس مجرد واجب إنساني واجتماعي، بل هو استثمار في استقرار المجتمع وتماسكه