مجتمع

العرائش… مدينةٌ تغرق كلما نزلت قطرة مطر

العرائش… مدينةٌ تغرق كلما نزلت قطرة مطر

🖋️ بلال الهيبة

مرة أخرى، كشفت الأمطار القليلة التي شهدتها مدينة العرائش عن حقيقة مُرّة لا تحتاج لخبراء ولا تقارير تقنية: بنية تحتية هشة، شوارع محطمة، وحفر تتحول إلى برك آسنة في دقائق. ما إن يسقط المطر حتى تتحول المدينة إلى اختبار حقيقي لصبر السكان، الذين صاروا يعرفون جيداً أن كل غيثٍ ينزل هو إعلانٌ جديد عن معاناة متكررة وفشلٍ مزمن في تدبير الشأن المحلي.

الحفر التي تملأ الأزقة والشوارع لم تعد مجرد تشوه بصري، بل خطرٌ يومي يهدد السيارات والراجلين، ويُظهر بوضوح غياب أي رؤية للإصلاح أو الصيانة. أما الماء الذي يتجمع في كل زاوية، فيكشف عورات شبكة تصريف لم تُصَمَّم لتتحمل حتى أبسط التساقطات، وكأن المدينة تعيش خارج الزمن وخارج حقها في بنية تحتية تحفظ كرامة سكانها.

المؤسف أن المسؤولين المحليين لا يزالون يتحدثون عن “مشاريع”، بينما الواقع يصرخ أمام أعين الناس: لا شيء تغيّر… نفس الفوضى، نفس الغرق، ونفس الاستهانة بمعاناة المواطنين.

السكان يتساءلون: أين تذهب الميزانيات؟ ولماذا لا يوجد تحرك استعجالي أو حتى رؤية بعيدة عن الشعارات والخطب؟

إن الوضع في العرائش اليوم لم يعد يحتمل التجميل ولا لغة المجاملة. المدينة تحتاج إلى تدخل حقيقي، إلى من يتحمل المسؤولية بدل تبرير الفشل، وإلى إرادة سياسية تُنقذ ما يمكن إنقاذه… فكرامة المواطن ليست موسماً شتَوياً يظهر ويختفي، بل حقٌّ دائم لا يقبل التأجيل.

هل ينتظر المسؤولون كارثة أكبر ليستيقظوا؟ أم أن الحفر ستظل هي العنوان الأبرز لكل فصل مطير؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى