تعاونية شعاع الحناء والإبداع تجسد التراث الصحراوي في معرض أكلو للصناعة التقليدية

تعاونية شعاع الحناء والإبداع تجسد التراث الصحراوي في معرض أكلو للصناعة التقليدية
نحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا
تواصل غرفة الصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء لعب دورها المحوري كحاضنة ثقافية، وفضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين التعاونيات، وتشجيع المبادرات الرامية إلى إحداث تعاونيات جديدة، بما يسهم في خلق أنشطة مدرّة للدخل لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية، ويساعد على امتصاص البطالة وتنشيط الدورة الاقتصادية في المناطق الصحراوية.
في هذا السياق، انتقل إشعاع الغرفة من معرض فم الواد إلى محطة جديدة بمعرض موضوعاتي مخصص لمنتوجات الصناعة التقليدية المحلية، أعطيت انطلاقته الرسمية يوم الثلاثاء 19 غشت 2025 بشاطئ جماعة اثنين أكلو إقليم تيزنيت، على أن يستمر إلى غاية 25 غشت 2025.
ينظم هذا المعرض من طرف غرفة الصناعة التقليدية لجهة العيون الساقية الحمراء، بشراكة مع كتابة الدولة وغرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة، وبتنسيق مع عمالة إقليم تيزنيت والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية، وبدعم من المجلس الإقليمي والجماعة الترابية المضيفة، وذلك تحت شعار:
«الشراكة الجهوية لدعم المنتوجات التقليدية المحلية».
وقد تميز حفل الافتتاح بحضور رسمي ووازن، قام خلاله الوفد بجولة عبر مختلف أروقة المعرض، حيث عاين تنوع المنتوجات التقليدية وما تعكسه من غنى إبداعي يجمع بين صون الموروث الثقافي وتعزيز قيمته الاقتصادية.
ومن بين التعاونيات التي لفتت انتباه الزوار، تعاونية شعاع الحناء والإبداع، التي قدمت نموذجًا مبتكرًا في إبراز العرس الصحراوي بكل طقوسه ومكوناته، بدءًا من نقش الحناء وتزيين العرائس بالمواد الطبيعية الخالصة، وصولًا إلى وضع الظفائر والحلي والمجوهرات الثمينة المصنوعة من العقيق الحر واللوبان الحر. كما عرضت التعاونية منتجات أخرى تشمل صناعة البخور والعطور والمواد التجميلية الطبيعية، إضافة إلى اعتمادها على أعشاب طبية محلية تستعمل في الطب البديل لعلاج بعض الأمراض والتجميل.
وقد شكل رواق التعاونية محطة استثنائية للزوار، الذين عبروا عن إعجابهم بالفكرة المبتكرة التي أعادتهم إلى أجواء الأعراس الصحراوية الأصيلة، حيث صرح العديد منهم بأنهم شعروا وكأنهم يعيشون لحظة زفاف تقليدي حي رغم غياب العريس والعروس. هذا الإعجاب لم يقتصر على الزوار المغاربة فحسب، بل شمل أيضًا ضيوفًا من مختلف دول العالم، ما يؤكد البعد الكوني للثقافة الصحراوية المغربية وعمق جاذبيتها.
إن مثل هذه المعارض ليست مجرد منصات لتبادل الخبرات والتعرف على مستجدات الصناعة التقليدية، بل تشكل رافعة حقيقية لخلق تعاونيات جديدة، وإطلاق مشاريع مدرّة للدخل، والحفاظ على التقاليد المغربية الراسخة التي كادت أن تندثر لولا مثل هذه المبادرات التنموية والثقافية.