اقتصاد

غرينبيس..سياسة الهيدروجين الأخضر في المغرب تهدد موارده الطبيعية

غرينبيس..سياسة الهيدروجين الأخضر في المغرب تهدد موارده الطبيعية

انتقد تقرير حديث لمنظمة غرينبيس توجه المغرب في مشاريع الهيدروجين الأخضر، معتبرًا أنها تخدم احتياجات السوق الأوروبية على حساب التنمية المحلية، رغم حاجة البلاد الملحة إلى تحول طاقي يعتمد على الطاقة المتجددة.

وأوضح التقرير أن إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب يعتمد على استثمارات أوروبية بأسلوب “استخراجي”، حيث تُوجه المشاريع لتلبية الطلب الأوروبي بدلًا من تعزيز الأمن الطاقي الوطني. وأشار إلى أن هذه المشاريع تستنزف موارد حيوية، إذ خصص المغرب مليون هكتار من أراضيه لإنتاج الهيدروجين، مع استهلاك متوقع يصل إلى 92 مليون متر مكعب من المياه سنويًا.

وتزداد المخاوف في ظل معاناة المغرب من إجهاد مائي حاد، حيث يحتل المرتبة 27 عالميًا في هذا التصنيف. ورغم إعلان السلطات عن خطط لإنشاء محطات تحلية مياه لدعم إنتاج الهيدروجين، حذر التقرير من أن هذه المحطات قد تؤدي إلى آثار بيئية سلبية بسبب استهلاكها الكبير للطاقة وما ينتج عنها من تصريف المحاليل الملحية، التي تهدد النظم البيئية البحرية والساحلية.

ووفقًا للتقرير، تعكس هذه المشاريع توجهًا أوروبيًا لنقل العبء البيئي إلى دول الجنوب، بدلًا من تقليل استهلاك الطاقة داخليًا، ما يجعل المغرب في وضعية استغلال لموارده دون تحقيق تنمية مستدامة.  وفي سياق أوسع، أشار التقرير إلى أن السياسات النيوليبرالية، التي فرضتها برامج التكيف الهيكلي في الثمانينيات، دفعت دولًا كالمغرب ومصر إلى إعطاء الأولوية لتصدير المواد الخام والموارد الطبيعية، مثل الفوسفاط والمنتجات الزراعية، لسداد الديون الخارجية.

وأضاف أن هذا النهج لم يسهم في تنويع الاقتصاد، بل جعل البلدين يعتمدان على صادرات غير مستدامة، ما جعلهما عرضة لتقلبات الأسواق العالمية، واستمرار ارتفاع الديون، والدخول في دورة متكررة من التقشف والتخلف التنموي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى