مجتمع

“الشقا تاهو خدمة”: جمعية مغربية تكسر الصمت وتطالب بالمساواة في الأشغال المنزلية في سابقة من نوعها

“الشقا تاهو خدمة”: جمعية مغربية تكسر الصمت وتطالب بالمساواة في الأشغال المنزلية في سابقة من نوعها

فاتح ماي 2025 مراسلة من مكناس

في خطوة غير مسبوقة تزامنت مع الاحتفال بعيد الشغل، رفعت جمعية مغربية شعارًا لافتًا: “الشقا تاهو خدمة”، مطالبة بالاعتراف بالأعمال المنزلية كجهد يومي يستحق التقدير والمساواة في تقاسمه بين الرجل والمرأة.

الجمعية التي تنشط في مجال الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والعدالة الأسرية، خرجت اليوم في وقفة رمزية بالرباط، رفعت خلالها شعارات تدعو إلى تقاسم عادل للأعباء المنزلية، معتبرة أن “الكنس، الطبخ، تنظيف الأطفال، غسل الملابس وغيرها ليست مسؤولية نسائية حصرية، بل مهام يومية ينبغي أن يشارك فيها الطرفان، خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي فرضت على النساء الخروج إلى سوق الشغل دون أن يتراجع العبء المنزلي عن كاهلهن”.

وقالت رئيسة الجمعية في تصريح للصحافة: “فاتح ماي هو يوم للاحتفال بالعمال والعاملات، ونحن نريد أن نُسمع صوت النساء اللواتي يشتغلن ليل نهار في البيوت دون أجر، دون راحة، ودون اعتراف. الشقا تاهو خدمة، ولا يمكن أن نبني مجتمعا متوازنا دون عدالة في تقسيم هذا العمل”.

وقد لقيت هذه الدعوة تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد يرى في المبادرة تعبيرًا عن وعي اجتماعي جديد، ومعارض يعتبر أن مثل هذه المطالب قد تمس بنمط الأسرة المغربية التقليدية.

وتأتي هذه المبادرة في وقت يتزايد فيه النقاش العمومي حول المساواة بين الجنسين، ليس فقط في مجال الشغل والتعليم، بل أيضًا في تفاصيل الحياة اليومية التي تشكل نواة العلاقات داخل الأسر المغربية.

“الشقا تاهو خدمة”، شعار بسيط لكنه يختزل معاناة نساء كثيرات، ويعيد طرح سؤال قديم جديد: من يحمل عبء الحياة اليومية داخل الجدران الأربعة؟ وهل آن الأوان لإعادة توزيع هذا العبء بشكل عادل ومنصف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى