شابة مغربية تخفي جثة والدتها لمدة سنة خوفاً من تقسيم الإرث في مكناس
شابة مغربية تخفي جثة والدتها لمدة سنة خوفاً من تقسيم الإرث في مكناس
في واقعة صادمة هزت مدينة مكناس، كشفت السلطات الأمنية عن جريمة غريبة تمثلت في إخفاء شابة مغربية لجثة والدتها داخل أكوام من الملح لمدة تجاوزت العام. الشابة، التي تبلغ من العمر 38 سنة، أقدمت على هذا الفعل خوفاً من تقسيم الإرث بعد وفاة والدتها، التي كانت تبلغ من العمر 80 عاماً.
وحسب التحقيقات التي باشرتها الشرطة القضائية، فإن المتهمة قامت بتحنيط الجثة بطريقة بدائية باستخدام الملح، وذلك بهدف تجنب تحلل الجثة وانبعاث روائح كريهة من المنزل. وقد كانت الجانية تعيش في عزلة شبه تامة، حيث رفضت استقبال الأقارب والجيران الذين كانوا يودون الاطمئنان على والدتها، بل استخدمت العنف في بعض الأحيان لمنعهم من الدخول. في مرات أخرى، أخبرتهم بأن والدتها قد سافرت إلى ألمانيا، محاولة بذلك تضليلهم وإبعاد الشكوك.
استمر الوضع لأكثر من سنة، حتى بدأ أخ الضحية يلاحظ عدم التواصل مع شقيقته وعدم معرفته بمصير والدته. وفي محاولة منه للوصول إلى حقيقة الوضع، قام بإبلاغ السلطات الأمنية التي رافقته إلى المنزل، ليكتشفوا مشهداً مرعباً: جثة الهالكة ممددة على السرير، مرتدية ملابس خفيفة وقد تحولت إلى هيكل عظمي بسبب التحلل الذي مر عليه زمن طويل.
وأفادت مصادر أمنية أن الجانية كانت تخشى طردها من المنزل أو تشريد العائلة في حالة تقسيم التركة، وهو ما دفعها إلى إخفاء الجثة في محاولة للحفاظ على استقرارها الاجتماعي والمادي.
هذه الحادثة أثارت موجة من الصدمة في المجتمع المغربي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون عن الحالة النفسية للشابة وكيف يمكن أن يؤدي الخوف من فقدان الإرث إلى مثل هذه الجريمة. السلطات المعنية تواصل تحقيقاتها في القضية، حيث من المتوقع أن تخضع الجانية لفحص نفسي لتحديد مدى مسؤوليتها عن هذه الجريمة الغريبة.
تأتي هذه الواقعة لتسليط الضوء على الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى أفعال غير مألوفة، ما يدعو إلى ضرورة الانتباه إلى العزلة الاجتماعية ومتابعة الحالة النفسية للأفراد، خصوصاً في الحالات التي تتعلق بأزمات عائلية وتجارب فقدان.
Comments are closed here.