عيد الشغل 2025.. رمزية تتآكل وسط عزوف اجتماعي واحتقان معيشي

عيد الشغل 2025.. رمزية تتآكل وسط عزوف اجتماعي واحتقان معيشي
حلّ عيد الشغل هذا العام في المغرب وسط أجواء فاترة، اتسمت بضعف المشاركة الشعبية وغياب الحماس النقابي الذي كان يطبع هذه المناسبة في عقود سابقة.
فرغم تمسك النقابات بمساراتها التقليدية في الرباط، فإن الحضور كان باهتاً، والشعارات مكررة، تعكس فتوراً عاماً في صفوف الشغيلة.
كشفت غياباً لافتاً للعمال عن الاحتفالات، حيث فضّل كثيرون قضاء اليوم في راحة شخصية.
هذا العزوف أكّدته أرقام رسمية، أبرزها أن 97.3% من المشتغلين لا ينخرطون في أي إطار نقابي، ما يضع علامات استفهام كبرى حول دور النقابات اليوم.
تتعدد أسباب هذا العزوف بين ضعف تجديد الخطاب النقابي واتهامات للحكومة بإضعاف العمل النقابي من خلال تغييب الحوار الاجتماعي. وفي غياب قيادات نقابية بارزة عن احتفالات العاصمة، بدت الفعالية وكأنها واجب شكلي لا أكثر.
ورغم هذا الفتور، شهدت مدن كفاس وزايو والدار البيضاء مسيرات احتجاجية، رُفعت فيها شعارات ضد غلاء المعيشة، والتعاقد، والقانون التنظيمي للإضراب، مطالبين بتحسين الأجور والحريات النقابية.
بالموازاة، أعلنت الحكومة صرف الشطر الثاني من الزيادة العامة في الأجور ابتداء من يوليوز، إلى جانب زيادات تدريجية في الحد الأدنى للأجور في القطاعين العام والخاص، وتخصيص ميزانيات لدعم التعليم والصحة. إلا أن هذه الإجراءات لم تخفف من الانتقادات الموجهة لها، وسط شعور عام بتآكل القدرة الشرائية وتراجع العدالة الاجتماعية.
في المجمل، مرّ عيد الشغل 2025 كذكرى باهتة تُجسد أزمة العمل النقابي واحتقاناً اجتماعياً متنامياً، في ظل غياب حلول فعالة لحماية الفئات الهشة وتعزيز السلم المجتمعي.
.